salma
عدد المساهمات : 86 نقاط : 271904 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 06/07/2009 العمر : 36
| موضوع: غفران وعاصي؛ السبت يوليو 11, 2009 3:32 pm | |
| غفران الطفلة اليتيمة , طالبة جميلة ومؤدّبة, تتعلّم في الصف الثالثّ وتجلس الى جانب عاصي. في حصّة الرسم , رسمت غفران منظراً طبيعياً ساحراً, في حين رسم زميلها عاصي سيّارة جميلة. فتح عاصي علبة الوانه ,والتي تحتوي على شتّى الالوان كالاحمر والاخضر والأصفر والبنفسجي , وبدأ يلوّن رسمتهّ. طلبت غفران من عاصي أن يعيرها بعض ألوانه ولكنه رفض , فحزنت كثيرا وصمّمت أن تطلب من امّها عند عودتها الى البيت ان تشتريَ لها علبة الوان , رغم الظروف الصعبة . بعدما انتهى عاصي من تلوين رسمته, استأذن معلمته في الخروج لغسل يديه من الالوان , فأذنت له, ولمّا عاد وجد أن غفران تستعمل الوانه, فغضب غضبًا شديدًا , ووجّه لهل صفعة قوية,في الوقت الذي كانت فيه المعلّمة مشغولةً في التفرّج على رسومات الطلاب.
بكت غفران بكاءً حاراً هادئاً , ومسحّت الدموع على خدّيها . ولم يجرؤ احد ٌمن الطلاب من اخبار المعلمة بذالك , فعاصي طالب عنيف ويهابه جميع الطلاّب . واثناء تجوال المعلمة بين الطلاب , لاحظت ان غفران تبكي بهدوء , والدموع تسيل على وجنتيها. فسألتها بحنان : - ماذا بك يا صغيرتي الجميلة , لماذا تبكين ؟ - لا شيء...لا شيء اجابت غفران . - وفي أثناء الفرصة شعر عاصي ان معظم الطلاب يبتعدون عنه وينظرون اليه نظرة لوم وعتاب . - جلس عاصي على المعقد البعيد وحيداً واخذ يلوم نفسه ويقول : كم انتِ مؤدّبة يا غفران وكم انا عنيف !!! لماذا فعلتُ هذا ؟!!...لماذا فعلتُ هذا ؟ ...لا بدّ من تصليح الخطأ. - عند انتهاء الدوام المدرسيّ , غادر جميع الطلاب مقاعدهم عائدين الى بيوتهم , الاّ عاصي فقد وقف عند الباب ينتظر المعلمة , فلمّا رأته اقتربت منه وداعبت شعره قائلةً :ماذا تريد يا عاصي ....لماذا لم تعد الى البيت بعد ؟. - فنظر عاصي الى معلمته نظرة انكسار وقال :سامحيني يا معلمتي , فقد قمت اليوم بفعلة سيئة , فقد ضربت واعتديت على زميلتي غفران اثناء حصّة الرسم لأنها استعملت الواني . - اذن غفران لم تكن مريضة قالت المعلمة . - لا لم تكن مريضة ...انا السبب , نعم انا السبب وانا مستعدٌّ ان اذهب اليوم لزيارتها واخذ معي لها علبة الوان جميلة , بل واعتذر لها امام كلّ الطلاب . - ربتت المعلمة على كتف عاصي وقالت : الاعتراف بالخطأ فضيلة يا صغيري , علينا جميعاً ان نتخلّى عن العنف بكلّ أنواعه , وعلينا ان نتحلّى بالتسامح والمحبّة , ثمّ ما رأيك يا عاصي ان أرافقك اليوم الساعة الرابعة عصرًا الى بيت غفران , لأني اريد ان اهديَ لها - دفتراً خاصّاً بالرسم . - فكاد يطير عاصي من الفرح , واخذ يشكر معلمته بحرارة , وهو يركض عائدا الى بيته والحقيبة تقفز على ظهره وهو يقول : - " اليوم ..اليوم في الساعة الرابعة ...اليوم في الساعة الرابعة" | |
|