يعتبر العمل في مجال التربية البيئية، ضمن استراتيجيات تدخلنا التربوي، وهي استراتيجية تهدف إلى
تقوية قدرات الأطر التربوية في تدبير المشاريع البيئية في مجال المناطق الرطبة والمياه العذبة
العمل على إنجاز دراسات حول التربية البيئية بالمغرب
العمل على وضع برنامج نموذجي في التربية البيئية لتكوين المدرسين
العمل على خلق أندية للتربية البيئية بالمؤسسات التعليمية
تحسيس الاطفال والشباب والعموم باهمية حماية البيئة
دعم قدرات الجمعيات في مجال المحافظة وحماية البيئية
عداد وطبع أدوات ديداكتيكية وبيداغوجية في مجال التربية البيئية
تهيئ وإنجاز برامج في التربية البيئية داخل المؤسسات التعليمية
المنجز في برنامج التربية البيئية
•مشروع شجرة الاركان في ماي – 1999- 1998 بشراكة مع الصندوق العالمي للطبيعة
•مشروع شريط حول الماء سنة 2000 بشراكة مع إندا مغرب
•البرنامج النموذجي في التربية حول المياه العذبة والمناطق الرطبة 1999- 2001 بشراكة مع الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي ، وجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، وليدك، ووزارة التربية الوطنية ، والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، وقطاع البيئة .
•مشروع حماية وتدبير المناطق الحساسة من حيث التنوع البيولوجي بحوض البحر الابيض المتوسط بإقليم الصويرة 2003 -2001 SMAP، بشراكة مع الصندوق العالمي للطبيعة والإتحاد الأوربي ، وإندا مغرب.
•مشروع دعم قدرات الجمعيات في مجال المحافظة وتدبير المناطق الرطبة 2002-2004 بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية ، والصندوق العالمي للطبيعة ،
•وجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض و SPANA
أنشطة الفروع في التربية البيئية : تتمثل في حملات النظافة بالاحياء والمؤسسات التربوية ، والجداريات ، وتأسيس الأندية البيئية بالمؤسسات التعليمية ، والندوات والورشات التكوينية .
كما ساهمت فروع الشعلة في برنامج أيام الشعلة للبيئة في محور : " النفايات الصلية" ، وفي تخليد اليوم العالمي للبيئية سنويا، وفي الاستفادة من الدورات التكوينية في مجال المحافظة على البيئة، وفي إعداد استطلاع حول استهلاك الماء بالمغرب بشراكة مع إندا مغرب.
لقد جاء الإنسان برسالته الخالدة والعادلة واهتمامه بحياة الإنسان من جميع جوانبها، فهو خليفة الله في الأرض وعليه أن يسعى لأعمارها واستثمارها بكل أمانة وإخلاص وان لا يفسد فيها وان لا يعمل على تشويهها أو تدهورها.
قال تعالى : " وإذ قال ربك للملائكة أني جاعل في الأرض خليفة " . وقال تعالى : " ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان به صدقة ". لقد بدأ الإسلام بتعريف الإنسان بحقيقته، حتى لا يطغى ولا يسيء إلى نفسه ولا إلى من يحيط به، فطالبه الله بتحقيق مبدأ العبودية فقال: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، فالعبودية تعني الطاعة، والطاعة تعني الالتزام بأمر الله والبعد عما نهى عنه: يقول الله تعالى في القرآن: "قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها" كما طالب الإسلام بالصلة الراسخة بالله في السر والعلنية، ووظَّف أسلوب الترغيب والترهيب لضبط السلوك من أجل الوصول إلى الإيمان؛ لأن الإيمان يعني سلوكاً إنسانياً سويا إيجابياً، ففي حين شجع الإسلام كل ما هو مفيد للبيئة الإنسانية والطبيعية، وضع عقوبات على المسيء للبيئة بكل جوانبها، وبهذا ضبطٌ دائمٌ لسلوك الإنسان نحو الخير والعطاء والتضحية، والبعد عن الإثم والشر، وبالتالي يشكل هذا ركناً من أركان حماية البيئة في الإسلام.
لقد مرت علاقة الإنسان بالبيئة بمراحل تطور تعكس ظهور المشكلات البيئية وتعقدها، والتي بدأت في أواخر العصور الوسطى، ببدئه بكسر المحرمات المتعلقة بأسرار الطبيعة وهكذا بدأ الإنسان باستغلال الموارد الطبيعية دون اكتراث للتوازن البيئي، واحتياجات الكائنات الأخرى للبقاء، مما أدى إلى بروز بعض الظواهر التي تنذر بأخطار كبيرة والتي أحالت أجزاء واسعة من الكرة الأرضية إلى بيئة ملوثة أو بيئة معدمة تكاد لا تصلح لحياة شتى أنواع الكائنات الحية، ومن هنا برزت أهمية التربية البيئية والوعي البيئي لمواجهة هذه الأخطار التي تنتج في الأساس عن الإنسان عبر ممارساته السلوكية الخاطئة ونقص الوعي البيئي لديه.
والعلم هو المدخل الصحيح للتربية بشكل عام، والتربية البيئية بشكل خاص، لذلك نرى الإسلام قد طالب الإنسان بطلب العلم، من أجل كشف قوانين بيئته الصحيحة، والبيئة الكونية، وجعل ثمرة ذلك، التقرب إلى الله سبحانه، قال تعالى: {إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ}، وجعل طلب العلم فريضة لابد منها، وأمر الإسلامُ بالعلم دون اعتبار لحدود المكان أو الجنس، وجعل الإسلام العلم يشمل كل فئات الأعمار، ويبدأ منذ الولادة وحتى الوفاة. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ((طلب العلم فريضة على كل مسلم)).رواه ابن ماجه. فالتربية تعني السلوك الإنساني وتنميته وتطويره وتغييره، فهي تهدف إلى تزويد أفراد الجيل بالمهارات والمعتقدات والاتجاهات وأنماط السلوك المختلفة التي تجعل منهم مواطنين صالحين في مجتمعهم متكيفين مع الجماعة التي يعيشون بينها.
وحديثا بدأ الاهتمام بالتربية البيئية منذ أوائل السبعينات من القرن الماضي بانعقاد مؤتمر ستوكهولم عام 1972 والذي أكد على أن التربية البيئية تهدف إلى معايشة البشر للمشكلات البيئية والتدريب على المشاركة وتنمية الوعي البيئي بهدف إعداد أجيال واعية ببيئتهم الطبيعية والاجتماعية والنفسية، وباعتراف المؤتمر بدور التربية البيئية واعتبارها ركنا من أركان المحافظة على البيئية، برز مفهوم الوعي البيئي الذي يعني بزيادة فهم الإنسان لمحيطه الدقيق ولعناصر البيئة المختلفة ,أهمية ذلك بالنسبة لحياته.
تعريف التربية البيئية :
•التربية البيئية عبارة عن برنامج تعليمي يهدف إلى توضيح علاقة الإنسان وتفاعله مع بيئته الطبيعية وما بها من موارد لتحقيق اكتساب التلاميذ خبرات تعليمية تتضمن الحقائق والمفاهيم والاتجاهات البيئية حول البيئة ومواردها الطبيعية. هي عملية تكوين القيم والاتجاهات والمسارات والمدركات اللازمة لفهم وتقدير العلاقات المعقدة التي تربط الإنسان وحضارته بمحيطه الحيوي وتوضيح حتمية المحافظة على مصادر البيئة وضرورة حسن استغلالها لصالح الإنسان حفاظا على حياته الكريمة ورفع مستوى معيشته.
•إن التربية البيئية مفهوم شامل يمكن تصنيفه إلى نوعين: التربية المدرسية والتي تدخل في إطار التعليم النظامي، والنوع الثاني هو التربية البيئية خارج المدرسة والتي قد تساهم فيها مجموعة من المؤسسات التربوية، وغير التربوية الموازية للمدرسة، والبتالي فالوصول إلى تربية بيئية حقيقية يقتضي عدم الفصل بينهما والتنسيق على مستوى الأهداف والمضامين والمناهج فيما بين النمطين.
•هي عملية إعادة وتوجيه وربط لمختلف فروع المعرفة والخبرات التربوية، بما ييسر الإدراك المتكامل للمشكلات، ويتيح القيام بأعمال عقلانية للمشاركة في مسؤولية تجنب المشكلات البيئية والارتقاء بنوعية البيئة
أما المبادئ الأساسية للتربية البيئية فهي :
1.لكل فرد الحق في التمتع في الحياة والحرية الشخصية والتمتع بالأمن وحرية الفكر والدين والتقصي والتعبير والمشاركة في الحكم وحرية التعليم وان يتمتع بالموارد البيئية التي يحتاجها للعيش بحياة كريمة.لكل شكل من أشكال الحياة حرمته ولا يجب أن تهدد التنمية البشرية الطبيعة أو مصير الأحياء الأخرى.
2.على كل فرد أن يتحمل المسئولية في تسببه لإحداث أضرار للطبيعة فعلى الأفراد المحافظة على البيئة وحمايتها وضمان استدامتها.
3.على كل فرد أن يهدف إلى المساهمة العادلة في اكتساب منافع استخدام الموارد ودفع كلفة استخدامه.
مواجهة التحديات القادمة :
من كل ما سبق يتضح أن التربية البيئية هي اتجاه وفكر وفلسفة تهدف إلى تنمية الخلق البيئي لدى الإنسان بتوجيه سلوكه في تعامله مع البيئة بمؤثراتها البشرية وإعداد الإنسان للتفاعل مع عناصر البيئة المختلفة مما ينمي معنى التكيف من اجل البيئة واستمرار تكييف البيئة من اجله وحماية النظام البيئي بمفهومه الشامل. ويتطلب هذا إكساب الإنسان المعارف البيئية التي تساعده على فهم العلاقات المتبادلة بينه وبين عناصر البيئة من جهة أخرى، ويتطلب كذلك تنمية مهارات الإنسان التي تمكنه من المساهمة في تطوير هذه البيئة على نحو أفضل وتستلزم التربية البيئية أيضا تنمي الاتجاهات والقيم التي تحكم سلوك الإنسان إزاء بيئته وإثارة اهتمامه نحو هذه البيئة، وإكسابه أوجه التقدير لأهمية العمل على صيانتها والمحافظة عليها وتنمية مواردها. هذا كله يمكن تحقيقه بفعالية إذا استطاع البيت أن يعمل على تنشئة الأفراد تنشئة بيئية سليمة وإذا تمكنت المدارس والكليات والجامعات من غرس هذه القيم للأجيال الناشئة وإدخال ذلك في مناهجها والعمل على تطبيقها وإذا ما حافظ المجتمع على هذه المكتسبات وعمل على توعية الأفراد وتنمية مداركهم نحو القضايا البيئية مما يساهم في خدمة البيئة وسلامتهم والمحافظة على صحتهم ومواجهة التحديات البيئية بكل أشكالها وألوانها من أجل مستقبل أكثر إشراقا وكوكبا خاليا من التلوث.
إعداد المدرسين ومسئولي الأنشطة لزيادة معارفهم بقضايا البيئة المختلفة والتربية البيئية والمتحفية، وإنشاء جماعات وأسر بيئية داخل المدارس تهتم بالبيئة والتراث الثقافي والطبيعي، والربط بين المناهج التعليمية والتعليم غير الرسمي لعمل أنشطة خارج حدود المدارس.